الشيخ أحمد بن عبد الله معن الأندلسي
ولد الشيخ الإمام أحمد بن عبد الله معن الأندلسي
بحومة المخفية من فاس سنة 1042هـ/
، كان من أعيان الطريقة، وأكابر أهل الحقيقة، آية في السخاء والجود، وكرم
الأخلاق والتعطف على الضعفاء والمساكين، ممن أوتي التحقيق، وأعطي كمال المعرفة
بهذه الطريق، كان إماما راسخا، وطودا شامخا، اشتمل على دقائق الأسرار العرفانية،
وغوامض العلوم الربانية والحقائق العلية، والأذواق السنية.
أخذ عن والده تأدبا وتبركا واستفادة، ثم بعد
وفاة أبيه أخذ عن أعيان العصر وأكابر الصوفية، وإلى جانب زهده وتصوفه كان من
الأغنياء بمدينة فاس، يملك عقارات بداخل المدينة، وأراضي فلاحية وأماكن لتربية
النحل خارج المدينة، وله زاوية وأتباع، كما أنه لعب على عهد السلطان مولاي إسماعيل
دورا سياسيا مهما.
شيوخه
تتلمذ الشيخ أحمد بن عبد الله
معن على يد ثلة من أخيار القوم في عصره، ممن لهم علم ودراية بطريق أهل الحق، فقد
أخذ بداية عن والده تبركا وتأدبا واستفادة، ثم بعد وفاة والده أخذ عن الشيخ سيدي
قاسم الخصاصي وقد لازمه من سنة 1064هـ حتى سنة وفاته 1083هـ، وخدمه خدمة لم يسمع
بمثلها، وهو عمدته في الطريق، وكان شيخه سيدي قاسم يشهد بخصوصيته، ويشير إلى أنه
الوارث له. وبعد وفاة شيخه سيدي قاسم، صحب العارف بالله سيدي أحمد اليمني، وكان
أبو العباس يصله بأنواع المواصلات، ويواسيه أعظم المواساة.
وقد كان صاحب الترجمة ذو سيرة حسنة وأخلاق
عالية، وكانت له فراسة تامة، وكشف عظيم، ظهرت على يده كرامات عديدة، وأخبر بمغيبات
كثيرة، ذكرها عبد السلام القادري في الباب الخاص بالكرامات من كتابه «المقصد
الأحمد».
تلامذته
كان
الشيخ أحمد بن عبد الله معن، رجلا صالحا صاحب أخلاق سامية، ينطق بجوامع الكلم
وبدائع الحكم، ويدعوا بالحكمة والموعظة الحسنة، يؤيد كلامه بالكتاب والسنة، وقد
انتفع به خلق كثير نذكر أبرزهم وهو الإمام عبد السلام القادري الحسني، كان كثيرا
ما يزور هو وأخوه سيدنا أحمد، وقد ألف كتابا فيه سماه «المقصد الأحمد في التعريف
بسيدنا ابن عبد الله أحمد»، جمع فيه أخباره وأحواله ومعارفه وكراماته وتصرفاته
وغير ذلك.
وقد ألف أيضا أبي العباس أحمد بن عبد الوهاب
الوزير الغساني الأندلسي، فيه مؤلفا سماه «المقباس في فضائل أبي العباس»، وله أيضا
مقصورة في مدحه وشرحها. كما ألف العلامة الصوفي أبي عبد الله سيدي محمد المهدي
الفاسي، فيه مؤلفا سماه «الإلماع بمن لم يذكر في ممتع الأسماع».
وفاته
توفي الشيخ أحمد بن عبد الله معن الأندلسي،
يوم الإثنين ثاني جمادى الأولى عام عشرين ومائة وألف 1120هـ بفاس ودفن بها.
بعض المراجع
ترجم له في: نشر المثاني، م.القادري، ج3، ص ص.182-192؛
التقاط الدرر، م.القادري، ص.300 رقم 454؛ صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن
الحادي عشر، للإفراني
تعليقات: 0
إرسال تعليق