-->

المشاركات الشائعة

كيف تنبني الولاية الصوفية داخل النسيج الاجتماعي

كيف تنبني الولاية الصوفية داخل النسيج الاجتماعي يقدم الولي نفسه أو مشروعه في النسق الصوفي كبديل ثقافي ديني سياسي لما يعتمل في الواقع، فالولاية هنا تحتمل بعدا احتجاجيا على ما هو سائد ويتمظهر ذلك في الهروب من الواقع وانتقاده واللجوء الى الجبال وأطراف المدن كرد فعل لرفظها لما هو داخل المجتمع باعتباره يمثل المدنس واللا صلاح في مقابل الصلاح الذي يمثله الولي داخل وسطه. ان المنفى المجالي الذي يختاره الولي يمكن اعتباره كمخاض وولادة ثانية، فكل تجربة صلاح في هذا الاطار تتأسس بداية على وجوب القطيعة مع الدنيوي بغية الاتصال بالقدسي، فالانفصال هو ما يثمر الاتصال، فالمنفى المجالي الذي يختاره الولي يمكن اعتباره هنا كرحم للولادة بعد حمل افتراضي ينبني على ترويض النفس ومجاهدتها حتى تتفوق على الدنيوي والمدنس وتظفر بارتباطها بالمقدس والمتعالي. فالولاة ليست مجرد هجرة نحو السماء والمتعالي، انها موقف ورد فعل لما يعتمل في الارض، فالتناقضات القائمة بين الكائن والممكن دنيويا هو العماد في نشأة بركة الأولياء، وعزلة الولي وانفصاله عن الدنيوي هو ما يفتح المجال امام فيض البركة وظهور الكرامة. إن حظور ال

المقدس والطقوس في السوسيولوجيا الدينية

المقدس والطقوس في السوسيولوجيا الدينية تشير عدة تعريفات الى اعتبار المقدس دالا على ما هو ديني وطقوسي، أو متعلقا بالرمزي في مقابل المادي، والمتعالي في مقابل السفلي. ففي حين يحضر المقدس كمتعال وكمفارق ويحتل مكانة عليا في النسق الرمزي للوقائع والتمثلات تبعا لتصور العالم القديم، بل إنه يصير دالا على الالهي في مقابل البشري والدنيوي. أما إميل دوركهايم فنجده يقترح زوجا تقابليا يتكون من المقدس والمدنس للفهم والتفسير، وان الدين هو المؤسسة التي تفصل بين المقدس والمدنس، كما يعتبر ان المقدس هو السمة الاساسية لتعريف الظاهرة الدينية، علما ان القداسة في حد ذاتها تنتج عن المجتمع نقسه. أما مارسيا إلياد فقد أكد على وجوب الخروج من فخ التعارض بين المقدس والمدنس على اعتبار المقدس غير متماثل مع الالهي ولا مقابل للدنيوي، وان المقدس هو تجلي للاهلي في الزمان والمكان، والطقوس هي التي تضمن إمكانية العبور من الزمن العادي الى الزمن القدسي. في حين يرى روجيه كايوا ان المقدس يحيل على خاصية ثابتة أو عابرة تتمظهر في بعض الاشياء كأدوات العبادة والأمكنة والأزمنة وغيرها، فالمقدس برأيه ليس صفة تمتلكها

مدخل الى الكتابة المناقبية المؤلفة في أولياء الصوفية

مدخل الى الكتابة المناقبية المؤلفة في أولياء الصوفية يندرج هذا المقال  في دراسة نوع من أنواع الفكر الديني التاريخي التي أفرزتها الحضارة العربية الإسلامية، سواء في مشرقها العربي أو في غربها الإسلامي، والمقصود هنا ما اصطلح على تسميته بــ «أدب المناقب». يتطلب البحث في هذا النوع من الكتابة الإجابة على كثير من التساؤلات التي تفرض نفسها بإلحاح من قبيل: ما المقصود من عبارة أدب المناقب، وهل هناك تعاريف محددة لهذا النوع من الكتابة؟ ما علاقته بالتاريخ؟ متى وكيف وأين ظهر هذا النوع من الكتابة؟ وما العوامل التي ساعدت على ظهوره وازدهاره؟ وكيف تلازمت ولادته مع ظهور رجال اتسموا بالصلاح والولاية؟ ما موضوعه، وما منهاجه، وما طبيعة القضايا التي يطرحها؟ كيف يمكن تحليل هذا النوع من الكتابة وما الطرق المنهجية الكفيلة بتحليله وتركيبه وتقريبه إلى القارئ؟... أسئلة كثيرة يطرحها موضوع أدب المناقب، لكن الإجابة عنها تستوجب بحثا مستقلا، والمقام هنا يفرض علينا عدم البحث في الكثير من قضايا وإشكالات هذا النوع من الكتابة، لذا سنحاول هنا الاقتصار على إعطاء صورة عامة حول طبيعة الكتابة المنقبية. في القرن الث

بداية التصوف وظهور الطرق الصوفية بالمغرب

بداية التصوف وظهور الطرق الصوفية بالمغرب مثل التصوف المغربي صورة حية ناطقة للتصوف الاسلامي السني عامة، ولما تركته تظريات التصوف المغربي من أثار عميقة في الفكر الصوفي المشرقي، وتاريخ الحركة الصوفية لا يشمل الجانب الثقافي والروحي فحسب بل يتجاوزه الى الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك كان للتصوف المغربي أثر كبير في توجيه وتغيير كافة أوجه الحياة في تلك المرحلة. وعلى الرغم من ظهور التصوف في القرن الثاني الهجري وانتشاره في الشرق العربي إلا ان المجتمع المغربي كان بمعزل عنه ولم يعرفه أهله كما عرفه اخوانهم المشارقة حتى أوائل القرن الخامس الهجري أو قبله بقليل، وذلك في عهد المرابطين. وقد بدأ التصوف المغربي مبنيا على الزهد والتقشف والنسك وحمل النفس على المجاهدة في الطاعة والوقوف مع ظاهر الشرع دون تغلغل في علوم المكاشفات والحقائق، لذلك لم يحتدم في المغرب في ذلك العصر صراع بين الفقهاء والمتصوفة كما حدث في الشرق من قبل، لبعد التصوف المغربي عما يخالف ظاهر الشريعة من منظور الفقهاء. في منتصف القرن الخامس الهجري دخلت بعض كتب التصوف للمغرب وفوجئ العلماء في آواخر هذا القرن بكتاب إ
جميع الحقوق محفوظة للتصوف وسوسيولوجيا الظاهرة الدينية div>الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب

الشيخ أحمد بن عبد الله معن الأندلسي

الشيخ أحمد بن عبد الله معن الأندلسي

الشيخ أحمد بن عبد الله معن الأندلسي

  ولد الشيخ الإمام أحمد بن عبد الله معن الأندلسي بحومة المخفية من فاس سنة 1042هـ/         ، كان من أعيان الطريقة، وأكابر أهل الحقيقة، آية في السخاء والجود، وكرم الأخلاق والتعطف على الضعفاء والمساكين، ممن أوتي التحقيق، وأعطي كمال المعرفة بهذه الطريق، كان إماما راسخا، وطودا شامخا، اشتمل على دقائق الأسرار العرفانية، وغوامض العلوم الربانية والحقائق العلية، والأذواق السنية.
    أخذ عن والده تأدبا وتبركا واستفادة، ثم بعد وفاة أبيه أخذ عن أعيان العصر وأكابر الصوفية، وإلى جانب زهده وتصوفه كان من الأغنياء بمدينة فاس، يملك عقارات بداخل المدينة، وأراضي فلاحية وأماكن لتربية النحل خارج المدينة، وله زاوية وأتباع، كما أنه لعب على عهد السلطان مولاي إسماعيل دورا سياسيا مهما.

شيوخه
    تتلمذ الشيخ أحمد بن عبد الله معن على يد ثلة من أخيار القوم في عصره، ممن لهم علم ودراية بطريق أهل الحق، فقد أخذ بداية عن والده تبركا وتأدبا واستفادة، ثم بعد وفاة والده أخذ عن الشيخ سيدي قاسم الخصاصي وقد لازمه من سنة 1064هـ حتى سنة وفاته 1083هـ، وخدمه خدمة لم يسمع بمثلها، وهو عمدته في الطريق، وكان شيخه سيدي قاسم يشهد بخصوصيته، ويشير إلى أنه الوارث له. وبعد وفاة شيخه سيدي قاسم، صحب العارف بالله سيدي أحمد اليمني، وكان أبو العباس يصله بأنواع المواصلات، ويواسيه أعظم المواساة.
    وقد كان صاحب الترجمة ذو سيرة حسنة وأخلاق عالية، وكانت له فراسة تامة، وكشف عظيم، ظهرت على يده كرامات عديدة، وأخبر بمغيبات كثيرة، ذكرها عبد السلام القادري في الباب الخاص بالكرامات من كتابه «المقصد الأحمد».
تلامذته
كان الشيخ أحمد بن عبد الله معن، رجلا صالحا صاحب أخلاق سامية، ينطق بجوامع الكلم وبدائع الحكم، ويدعوا بالحكمة والموعظة الحسنة، يؤيد كلامه بالكتاب والسنة، وقد انتفع به خلق كثير نذكر أبرزهم وهو الإمام عبد السلام القادري الحسني، كان كثيرا ما يزور هو وأخوه سيدنا أحمد، وقد ألف كتابا فيه سماه «المقصد الأحمد في التعريف بسيدنا ابن عبد الله أحمد»، جمع فيه أخباره وأحواله ومعارفه وكراماته وتصرفاته وغير ذلك.
    وقد ألف أيضا أبي العباس أحمد بن عبد الوهاب الوزير الغساني الأندلسي، فيه مؤلفا سماه «المقباس في فضائل أبي العباس»، وله أيضا مقصورة في مدحه وشرحها. كما ألف العلامة الصوفي أبي عبد الله سيدي محمد المهدي الفاسي، فيه مؤلفا سماه «الإلماع بمن لم يذكر في ممتع الأسماع».
وفاته
    توفي الشيخ أحمد بن عبد الله معن الأندلسي، يوم الإثنين ثاني جمادى الأولى عام عشرين ومائة وألف 1120هـ  بفاس ودفن بها.
بعض المراجع
ترجم له في: نشر المثاني، م.القادري، ج3، ص ص.182-192؛ التقاط الدرر، م.القادري، ص.300 رقم 454؛ صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، للإفراني
khan socio
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع التصوف والظاهرة الدينية .

جديد قسم : tasawuf maghribi

إرسال تعليق