-->

المشاركات الشائعة

التصوف الإسلامي بالمغرب، المرجع والخصوصية

التصوف الإسلامي بالمغرب: المرجع والخصوصية       يقول الدكتور إيراهيم القادري بوتشيش: إن " التصوف المغربي عندما اختار التصوف السني الداعي إلى الاعتدال في تحلية السلوك، لم يكن ساذجا في اختياره، ولا بسيطا في فكره غير قادر على الخوض في القضايا الفلسفية، بل كان مجاهدا لنفسه.. مهتما بالرقائق اقتداء بأثر السلف الصالح" [10]، في انتقاء خيار الخُلق، كما ينتقى أطايب التمر [11]،  وكان مرابطا صابرا في الثغور، مشددا على الجانب الأخلاقي أكثر من غيره [12]. وقد كان  التصوف المغربي  عبر العصور والأزمنة التي مر بها، يستهدف إصلاح السلوك اليومي للمغاربة في شكله الأخلاقي والرقائقي، تحقيقا لرسالة الإسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". فلا عجب، أن يميل المغاربة لأسمى ما في الإسلام، وأفضل ما في الدين، وهو محاسن الأخلاق في السلوك ومقام الإحسان في العبادة. ومن ثم، يعتبر هذا الاختيار منسجما مع مفهوم الوسطية والاعتدال الذي يعني الخيرية والأفضلية وأحسن ما في الأمور كلها.    تمسك صوفية المغرب بالكتاب والسنة، وجب التساؤل: من أين استمد صوفية المغرب وسطيت...

مصطلحات صوفية: التحقيق،السلوك،اللب،القلب

مصطلحات صوفية: التحقيق،السلوك،اللب،القلب التحقيق : يقصد بالتحقيق عند الصوفية شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأكوان، فلا يحجب المحقق بالحق من الخلق، ولا بالحق عن الحق. معجم   اصطلاحات الصوفية، عبد الرزاق القاشاني،   تحقيق وتقديم عبد العال شاهين، دار المنار، الطبعة الأولى، القاهرة 1992 .     السلوك   : في الاصطلاح الصوفي هو الترقي في مفاتيح القرب إلى حضرة الرب باتحاد باطن الإنسان وظاهره. اصطلاحات الصوفية. ا للب : عند الصوفية هو العقل المنور بنور القدس الصافي عن قشور الأوهام والتخيلات. اصطلاحات الصوفية. القلب : في عرف أهل التصوف هو: جوهر نوراني مجرد، يتوسط بين الروح والنفس، وهو الذي يتحقق به الإنسانية، ويسميه الحكيم: النفس الناطقة. والروح باطنه، والنفس الحيوانية مركبه وظاهره. اصطلاحات الصوفية.

عبد الرحمان المجدوب

عبد الرحمان المجدوب هو أبو زيد عبد الرحمان بن عياد بن يعقوب الشهير بالمجدوب، أحد مشاهير رجال الولاية بمغرب القرن العاشر الهجري/ ق 16م. ولد بتيط قرب أزمور سنة 908هـ/1503م. وتلقى تعليمه الأول بمكناس، ثم بفاس قبل أن يقوم بسياحة صوفية عبر بلدان المغرب والمشرق. ويتفق مترجموه على أنه صاحب طريقة ملامتية في السلوك، وأنه اتصف بالجذب. توفي سنة 976هـ/1569م ودفن بمكناس. انظر: مرأة المحاسن، العربي الفاسي؛ ابتهاج القلوب، عبد الرحمان الفاسي، ص ص.80 -130؛ ممتع الأسماع، المهدي الفاسي، ص ص.138- 145؛ سلوة الأنفاس، الكتاني، ج2،   الشيخ عبد الرحمان المجدوب:عصره وأثاره، عبد القادر الخلادي، في دعوة الحق، العدد9 -10، غشت 1968م.

مفاهيم صوفية: القطب، الحجاب، التوحيد، المعرفة،

مفاهيم صوفية:  القطب، الحجاب، التوحيد، المعرفة التوحيد   :في الاصطلاح الصوفي هو شهادة المؤمن يقينا أن الله تعالى هو الأول في كل شيء، وأقرب من كل شيء، وهو المعطى المانع لا معطى ولا مانع ولا ضار ولا نافع إلا هو. وهو أيضا: معرفة لله تشرق بها النفوس، وتتجلى عليها الحقائق فتلقن بالمعارف وتهدى إلى القيم والفضائل، وبالتوحيد تعرف النفس الإنسانية مكاسبها ومثالبها، وتتطهر من عيوبها وأهوائها، وتتحلى بمكارم الأخلاق، وتتخلى عن الصفات المذمومة. انظر: ألفاظ الصوفية ومعانيها، حسن محمد الشرقاوي، ط. دار المعرفة الجامعية الإسكندرية 1983م. المعرفة : يقصد   بالمعرفة عند الصوفية الإحاطة بعين الحقيقة على ما هي عليه. اصطلاحات الصوفية. القطب : مصطلح صوفي يمثل أعلى مرتبة في النظام الصوفي وقد يسمى غوثا باعتبار إلتجاء الملهوف إليه، وهو عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر الله في كل زمان، يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، بيده قسطاس الفيض اللأعم، وزنه يتبع علمه، وعلمه يتبع علم الحق، فهو يفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل . والقول بالقطب من أهم تعاليم الص...

مقدمة حول نشأة التصوف

مقدمة حول نشأة التصوف قبل الحديث عن عوامل نشأة التصوف يجدر بنا ان نفرق بين التصوف كفكرة ومضمون وبين التصوف كظاهرة، إذ ان التصوف كفكرة نشأ مع نشأة الانسان، وإذا نظرنا فيما كان يركن إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من العزلة والخلوة والتأمل في الكون ووازنا بين هذه الحال وأحوال الزهاد والعباد الذين ظهروا فيما بعد وعرفوا باسم الصوفية تبين لنا في يسر وجلاء وجه الشبه بين حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة الصوفية، ويكمن ان نرجع طريقة هؤلاء القوم وما تشتمل عليه من رياضات ومجاهدات ومن أذواق ومواجيد، إلى مصدرها الأول وهي الحياة الروحية التي كان يحياها الرسول صلى الله عليه وسلم. أما التصوف كظاهرة فقد ظهر بصورة ملموسة في آواخر القرن الثاني الهجري واستمر في النمو والانتشار بعد ذلك. وقد أرجع ابن خلدون التصوف إلى الاتجاه الذي ساد في القرن الثاني الهجري وما بعده إلى الاقبال على الدنيا والانغماس في ملذاتها مما دعا الى نشوء اتجاه مضاد لهذا الاتجاه تمثل في العكوف على العبادة والانقطاع الى الله تعالى والاعراض عن زخرف الدنيا وزينتها وعرف أصحاب هذا الاتجاه بالصوفية. وقبل تحديد بعض العوامل المؤث...
جميع الحقوق محفوظة للتصوف وسوسيولوجيا الظاهرة الدينية div>الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب

بداية التصوف وظهور الطرق الصوفية بالمغرب



بداية التصوف وظهور الطرق الصوفية بالمغرب

بداية التصوف وظهور الطرق الصوفية بالمغرب

مثل التصوف المغربي صورة حية ناطقة للتصوف الاسلامي السني عامة، ولما تركته تظريات التصوف المغربي من أثار عميقة في الفكر الصوفي المشرقي، وتاريخ الحركة الصوفية لا يشمل الجانب الثقافي والروحي فحسب بل يتجاوزه الى الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك كان للتصوف المغربي أثر كبير في توجيه وتغيير كافة أوجه الحياة في تلك المرحلة.
وعلى الرغم من ظهور التصوف في القرن الثاني الهجري وانتشاره في الشرق العربي إلا ان المجتمع المغربي كان بمعزل عنه ولم يعرفه أهله كما عرفه اخوانهم المشارقة حتى أوائل القرن الخامس الهجري أو قبله بقليل، وذلك في عهد المرابطين.
وقد بدأ التصوف المغربي مبنيا على الزهد والتقشف والنسك وحمل النفس على المجاهدة في الطاعة والوقوف مع ظاهر الشرع دون تغلغل في علوم المكاشفات والحقائق، لذلك لم يحتدم في المغرب في ذلك العصر صراع بين الفقهاء والمتصوفة كما حدث في الشرق من قبل، لبعد التصوف المغربي عما يخالف ظاهر الشريعة من منظور الفقهاء.
في منتصف القرن الخامس الهجري دخلت بعض كتب التصوف للمغرب وفوجئ العلماء في آواخر هذا القرن بكتاب إحياء علوم الدين للامام الغزالي، ووجدوا فيه الكثير مما لم يألفوه فثاروا عليه وأمروا باحراقه وتحريم قرائته، وكان هذا الحادث من أهم عوامل تدهور واضطراب دولة المرابطين وانتشر الظلم ونشبت فتن أهلية لم تهدأ إلا باضمحلال دولة المرابطين وسقوطها على يد المهدي بن تومرت مؤسس دولة الموحدين.
وقد قسم علال الفاسي زمن التصوف في المغرب إلى أربعة عصور: العصر الأول يتمثل في عهد أبي مدين، والعصر الثاني امتد من أبي مدين وعبد السلام بن مشيش في آواخر القرن الخامس والسادس إلى زمن الشاذلي في القرن السابع الهجري، والعصر الثالث من زمن الشاذلي الى عهد الجزولي من القرن السابع الى التاسع الهجري، اما العصر الرابع فمن عهد الجزولي إلى يومنا هذا من القرن التاسع الى الرابع عشر الهجري.
وفي آوائل الثامن الهجري مال التصوف المغربي الى الركود ثم بزغ فجأة في حركة شعبية قادها أبو الحسن الشاذلي، وفي آواخر هذا القرن اتخذ التصوف شكلا تنظيميا تمثل في طرق وطوائف، وأقام المتصوفة لأنفسهم خلوات من أجل العبادة، وخلال هذا القرن تم تلاصق بين معظم الزوايا بالمغرب والطريقة الناصرية إذا كانت هذه الأخيرة في هذه الفترة تمثل التنظيم القومي الاكثر أهمية، وفي القرن الثاني والثالث عشر الهجري انتثقت العديد من الطرق الصوفية، كالقادرية والشاذلية والجزولية والتيجانية والدرقاوية.... بمجهودات بعض مشايخ الطرق، وأصبحت الطرقية ملجأ عاما.
وتعد الشاذلية من آوائل الطرق الصوفية التي أدخلت التصوف الى بلاد المغرب، وقد كانت من أبرز دعاتها العربي الدرقاوي، كما كان للدرقاوية دور فعال في مقاومة الغزو الفرنسي، ومنذ نشأة هذه الطرق أصبحت الزوايا الكبرى تحتل المقام الأول من اهتمام المريدين والاتباع، فهذه الطرق تمثل مراكز وجماعات للدعوة الاسلامية وقد امتلأت بالعديد من الدعاة الذين بلغوا قدرا كبيرا في العلم والمعرفة، فمن خلال ما ذكرناه نكون قد سلطنا الضوء على البدايات الأولى للتصوف والطرق الصوفية في المغرب.

khan socio
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع التصوف والظاهرة الدينية .

جديد قسم : tasawuf maghribi

إرسال تعليق